عقدة ليليث Lilith complex
- المستشار النفسى
- Dec 27, 2017
- 4 min read

الجانب المظلم للأنوثة
ترمز الصورة الأسطورية لليليث إلى الجزء المحرم من النفس الأنثوية فليليت تعتز باستقلاليتها وفاعليتها الجنسية وترفض الأمومة ليليت هي كل امرأة ولكن ليس كل امرأة تجرؤ على خبرة هذا الجانب وليلث هى أسطورة عبرية قديمة عن امرأة خلقها الله ليتزوجها آدم قبل أن يخلق حواء فتمردت عليه ورفضت الإنصياع له فتم مسخها وكتب عليها أن تعيش وحيدة فى الأراضى الخربة والمناطق المنعزلة وهى تبحث دوما عمن تتسلط عليه وتمارس عليه الدور الذى فشلت فى ممارسته مع آدم تعني كلمة ليليث في اللغة العبرية الظلمة ومنذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة تطلق عليها في الأساطير تسمية جنية الليل واعتبرها السومريون و البابليون والآشوريون والكنعانيون والفرس والعبريين والعرب امرأة ممسوخة تغوى الرجال وتقتل الأطفال فهى رمز للأنثى الشهوانية وعند البعض تم إعتبارها الهة للدعارة والمجون وتحتوي عقدة ليليت على ثلاثة مظاهر مقموعة أو منكرة أو منقسمة أو مهملة أو محرمة من الأنوثة: 1- المرأة المساوية للرجل والتي لاهي أدنى ولا أعلى منه وإنما مساوية له الناشئة من الأصل نفسه ومجهزة من ثم بالحقوق نفسها 2- المرأة الفاعلة جنسيا المستقلة برغباتها والتي تتمتع بقوة جذب وإغراء الأمر الذي يجعلها غير مهتمة بأن يتم اختيارها فهى واعية لحاجاتها الجنسية و تستطيع تأمين إشباع رغباتها ويمكن أن تكون معطاءة فاعلة في ممارسة الجنس. 3- المرأة الكارهة للأطفال التي ترفض الأمومة كي لا تكون مربوطة ومأسورة وملزمة ومتعلقة والتى تشكل نوعا من عدم المساواة بينها وبين الرجل الذى لا يحمل ويلد مثلها 4- العلاقات الجنسية المتعددة خارج إطار الزواج فهذا يشعرها بأنها مثل الرجل الذى يستطيع أن يتزوج أكثر من امرأة ولهذا فى تتعمد تقديم عشاقها لزوجها بإعتبارهم زملاء لها فى العمل أو اقارب من بعيد وتعمل جاهدة على إقامة صداقة بينهما حتى تشعر بنشوة تملك أكثر من رجل وتنشأ عقدة ليليث فى العلاقة المبكرة بين الأم وطفلها فعندما تنجب امرأة تعاني من مشاعر النقص وتتسم بالخوف وعدم الثقة بأمومتها فإن حيوية الطفل العارمة و حاجاته الملحة سوف ترعبها لأنه قد تم تنشيط قدرها الذاتي المبكر بشكل حتمي من خلال الطفل الأمر الذي يجعلها تنقل عدم استقرارها الذاتي الناجم عن أزمتها المتذبذبة إلى طفلها وسوف تنقل إلى طفلها الرفض والصد بشكل لاشعوري، طالما ظلت تتهرب من حقيقتها الذاتية المبكرة ولم تتمثلها انفعاليا بعكس كل القناعات والرغبات الشعورية المتمثلة في رغبتها في أنها ستقوم بالأمر بشكل أفضل من أمها وهنا يتحول إنكار العدوانية تجاه الطفولة إلى مأساة فالطفل، غير المرغوب من أمه وغير المرحب به والمرفوض وغير المقبول في حيويته وفردانيته لا شعوريا يدرك الرفض وانعدام قيمته منذ البداية وهذا ما يجعل الطفل يشكك في حقه في الحياة وفي قيمته الذاتية أما المأساة الحقيقية فتتمثل في أن مثل هذا الرفض يمكن أن يتم توصيله للطفل من الأم بصورة لا شعورية كلية بالضبط كتعبير عن عقدة ليليث ونتيجة للجرح النرجسي للطفل ينشأ ضعف في التماهي لديه كاضطراب أساس وهكذا ينشأ من الطفل آدم الذي لا يستطيع أن يتحمل سوى حواء ضعيفة وخاضعة كي يكون هو قويا وصلبا ومن البنت تنشأ حواء التي عليها أن تنكر قيمتها من تلقاء نفسها، كي يتم تحملها في العلاقة الزوجية، و كي لا تضطر للهروب إلى الوحدة وكوالدين سوف يعيق آدم وحواء طفلهما في تفتحه الانفعالي و نشاطاته الحيوية ويعتبرانه موضوعاً للتربية عليه أن يكون مجبرا على النظام والأدب والسيطرة على مشاعره كي يتم لجم حيويته وتدفقه الجنسي الهدار ومن خلال هذا الأمر يتم تحريف المرأة المستقبلية إلى امرأة مطيعة والرجل المستقبلي إلى مستفيد بارد لا حياة فيه. أما العواقب النفسية الاجتماعية لمركب ليليث فهي وخيمة وتتمحور الأعراض العامة لدى كلا الجنسين حول ضعف التماهي كرجل أو كامرأة بكل المخاوف وعدم الثقة في العلاقة الزوجية إذ تلقي المرأة بنفسها طواعية نتيجة حاجة لا شعورية أو حتى مجبرة نتيجة سيطرة مرضية تعذب من خلاله الرجل بأشواقها ورغباتها غير المحققة وتهدد العلاقة بخيباتها وحقدها وتدمرها. وتجعلها ليليت المكبوته في داخلها تعيسة وظامئة ولوامة ومتذمرة تفرغ انفعالاتها بشكل شيطاني والمقصود بالشيطانى هنا هة سلوكا تحاول المرأة من خلاله بشكل مباشر و غير مباشر الحصول على السلطة من خلال الشكوى والمعاناة و الاتهامات ولقد أسهمت عقدة ليليث في نشوء حركة تحرير المرأة فهن يناضلن بالدرجة الأولى ضد السيطرة غير المحقة للرجال غير أن الحركة النسائية قد جعلت من أسطورة ليليت أسطورتها هي وغالبا ما استخدمت اسم ليليث غير أن عقدة ليليث الكلية عادة ما لايتم إدراكها لأن صراع الجنسين يظل هو النقطة المركزية فالرجل يعد هدفا منافسا ووغدا وغالبا ما يتم تمجيد الجنسية في صورتها الاستمنائية أو السحاقية وغالبا ما تظل إشكالية الأمومة محجوبة وفي صراع المرأة نحو الحصول على العمل والشهرة الاجتماعية الموازية للرجل يتم إنكار الأمومة وتبخيسها ويتم النظر لرياض الأطفال مع الانفصال المبكر جدا للطفل عن أمه على أنه ضرورة لا بد منها وعلى هذا النحو يتم بشكل حتمي توريث نقص الأم الذي تقوم عقدة لوليت عليه إلى الجيل التالي وعقدة ليليث تجعل من الأمهات أمهات كاذبات يخدعن أطفالهن بوعود الحب الزائفة أكثر مما يستطعن منحه لهم في الواقع ويردن في النهاية وبشكل لاشعوري أن يكافئهن أولادهن على مساعيهن الشديدة لأنهن هن أنفسهن غير ممتلئات بحب الأم بالأصل حيث يقمن عندئذ باستغلال حب أطفالهن لهن أما الرجال الذين تربيهم أمهات مصابات بعقدة ليليث فيظلون صبيان طفليون متعلقون بالأم مما قد يتطور لاحقا الى عقدة اوديب وهو اشتهاء الابن الجنسى لامه ولهذا يتحولون إلى آباء محبطين أو هاربين حيث لا يكونوا هم أنفسهم فاقدين الشعور بالعلاقة بين الأم وابنها كما أنهم يستجيبون بغيرة مرضية على اهتمام زوجاتهم بأطفالهم وهكذا يتم إهداء عقدة ليليت غير المتغلب عليها عند الأمهات والآباء في كل الأحوال إلى الطفل على شكل نقص الأم وتسممها وفشل الأب وسوء استخدام الأب و إرهاب الأب
Comments