top of page

الخصائص النفسية للمجرمين

  • Writer: المستشار النفسى
    المستشار النفسى
  • Dec 9, 2017
  • 3 min read

سلسة علم النفس الجنائى

إتجهت الأنظار مؤخرا لعلم النفس الجنائى نظرا لأهميته فى تحديد المجرمين وتضييق دائرة البحث مما يسهل على الشرطة عملها فى القبض على مرتكبى الجرائم وليس هذا فقط بل إنه المختص بدراسة هذا العلم يستطيع تحديد الخصائص النفسية والإجتماعية للمجرمين مما يساعد فى موضوع الوقاية ومنع الجريمة إن محاولة العلماء وضع الأفعال الانحرافية والمنحرفين في فئات لا تتوقف لأن هذا سيساعد فى كيفية التعامل الأمثل مع كل فئة من فئات المجرمين ويتم تقسيم المجرمين عادة إلى الفئات التالية - المجرم بالميلاد أي بالفطرة وهو ذلك الشخص الذى يمتلك قابلية فطرية للجريمة وعادة ما يتميز بالأنانية المفرطة والرغبة فى إيذاء الآخرين وقد حاول البعض تفسير ذلك بوجود جين وراثى خاص بالقابلية للجريمة ينتقل من الآباء للأبناء ولكن لم يتم إثبات هذه النظرية بشكل قاطع إلى يومنا الحالى -المجرم بالتعود وهو ذلك الشخص نشأ منذ صغره فى أسرة تحترف العمل الإجرامى كوسيلة لكسب الرزق وهكذا ينشأ الطفل على أن هذه هى القاعدة التى يجب أن يتبعها طوال حياته فالجريمة عنده تكون مثل الطعام والشراب الذى تعلم أسلوبه وعاداته من خلال أسرته - المجرم بالعاطفة وهو الشخص الذى يرتكب جريمته تحت إنفعال مؤقت مثل الهياج الشديد أو الصدمة أو الشك والملاحظ أنه يصاب بحالة من الذهول بعد إتمام جريمته والبعض يكرر فكرة أن هناك قوة قد أستحوذت عليه وسلبت إرادته ودفعته لإرتكاب جريمته وعادة ما تتعامل القوانين بالرأفة مع هذا النوع - المجرم المختل عقليا وهو الذى لا يرتكب جريمته من أجل كسب الرزق إنما من أجل الإستمتاع الشخصى وإرضاء غريزة بداخله هى التى تدفعه لفعل ما يفعل إما بغرض الإنتقام من المجتمع أو بغرض تكرار ما تعرض له فى صغره كنوع من الإحتجاج والثورة عليه - المجرم بالصدفة وهو ذلك الشخص الذى تدفعه ظروفه لإرتكاب جريمة ما تكون فى البداية ثقيلة على نفسه ويحاول جاهدا عدم تكرارها وهو ما قد يحدث أو تضطره ظروف جديدة أو إستمرار للظروف القديمة من تكرارها ومع الوقت يحدث تعود على هذه الجريمة ويختفى أو يخفت تأنيب الضمير وتتخذ الجريمة شكل العمل الفردى أو العصابة الإجرامية التى يتم توزيع الأدوار والمهام على أفرادها ويكون لها فى العادة قائد أو زعيم هو الذى يحدد دور كل شخص ويحدد موعد ومكان إرتكاب الجريمة وليس فى العادة أن يكون أقدمهم فى مجال الجريمة أو أكثرهم ذكاء ولكنه يتميز بأنه أكثرهم قدرة على السيطرة وإخضاع من حوله وتتنوع الخصائص الإجتماعية للمجرمين وفقا لنوع وطبيعة الجريمة نفسها ودوافعها ففى المجتمعات الفقيرة يكون الدافع الأساسى هو الطعام وتناول المواد المخدرة بينما تكون أحلام الثراء الفاحش هى المسيطرة على مجرمى الطبقات الأعلى ويمكن تقسيم العصابات المنظمة إلى ثلاثة أنواع هى - العصابات الإجرامية التي تعمل بصفة رئيسية في السرقة والسطو وغير ذلك من أنواع الكسب غير المشروع وهدفها الأساسى هو الكسب المادى لهذا تتسم جرائمها بالعشوائية وعدم التخطيط الدقيق المسبق - العصابات الصراعية وتتخذ العنف وسيلتها لتحقيق المكانة الاجتماعية وغايتها ليست الكسب المادي بل تحقيق المكانة الاجتماعية لذا يأتي سلوكها متسماً بالحقد والسلبية والتنوع - العصابات العقائدية وهى تلك العصابات التى ترتكب جرائمها بدافع عقيدى ما وعادة ما تكون العنصرية هى الدافع الأساسى لجرائمهم والتى يكون الهدف منها عادة هو تخليص المجتمع من فصيل ما قد يكون سياسى او دينى أو مجتمعى ويتميز أفراد هذا النوع من العصابات بالإخلاص الشديد والخضوع التام العوامل الإجتماعية التى تؤثر فى دفع الأشخاص للإجرام: يوجد الكثير من العوامل التى تتحكم فى سلوك الأشخاص عموما وهى نفسها العوامل التى تتحكم فى نفسية الشخص وتدفعه لقبول الإجرام سواء كان فرديا أو جماعيا فى هيئة عصابة ومن هذه العوامل - المستوى الإقتصادى حيث قد يدفع الفقر والحاجة البعض لإستحلال الجرائم كمصدر للرزق بدعوى أنه لا بديل غير هذا - المستوى التعليمى فكلما قلت درجة التعليم التى حصل عليها الشخص كلما إتسمت جرائمه بالعنف والقسوة - الأسرة فاذا نشأ الشخص فى أسرة مفككة أو منحلة أخلاقيا قد يدفعه هذا الى الإنتقام من أسرته فى صورة المجتمع الذى لم يستطع أن يقدم له الإستقرار فى طفولته - كثافة السكان فكلما زادت الكثافة السكانية للمجتمع الذى يعيش فيه الشخص كلما كانت دافعا للجريمة لاثبات الذات لهذا تتميز جرائم الأحياء العشوائية بإفتخار أصحابها بها بل والإضافة عليها ولو بالكذب كوسيلة للترهيب وإثبات السطوة والسيطرة - العادات والتقاليد والتى قد تكون سببا فى دفع الشخص إلى الجريمة كمجرد محاولة على كسر الأعراف المتوارثة والذى حاول المجتمع فرضها عليه منذ صغره - الإدمان والذى قد يكون أحد الدوافع الأساسية للجريمة خصوصا فى الأحياء الفقيرة لتوفير الثمن اللازم لشراء المخدر - الحرمان الجنسى وهو الدافع الأساسى لجرائم الإغتصاب والتحرش - الأنظمة الديكتاتورية سواء فى الحكم أو الأسرة والتى وجد أنها سبب رئيسى فى فقدان الإنتماء للمجتمع وبالتالى محاولة إيذاءه بالجريمة -الحقد الطبقى والذى قد يدفع الطبقة الفقيرة لتوجيه جرائمها ناحية الطبقة الأكثر رفاهية للإنتقام منها بإعتبار أن أفرادها هم من قاموا بحرمانهم من حقوقهم ولهذا يجب مراعاة الدوافع النفسية والإجتماعية لكل مجرم عند محاكمته وأخذها فى الإعتبار عن تقرير العقوبة التى يستحقها حتى لا يتحول الأمر من عقاب إلى دورة تدريبية فى الإجرام يحصل عليها المجرم لتطوير أداءه وصقل خبراته عند حبسه فى سجن واحد مع معتادى الإجرام ومحترفيه

Comments


جميع حقوق النشر محفوظة لموقع المستشار النفسى

  • Twitter Clean
bottom of page