top of page

الطب النفسى عند العرب قديما

  • Writer: المستشار النفسى
    المستشار النفسى
  • Dec 9, 2017
  • 2 min read


ظلت الأمراض العقلية سرا غامضا منذ القدم ورغم محاولات بعض كبار الأطباء خاصة فى العهدين الإغريقى والرومانى لكشف سر هذه الأمراض الا أنهم لم يستطيعوا التوصل اى جعل معالجة المرضى العقليين جزءا من الممارسة الطبية العامة فى ذلك الوقت حيث كان يتم التعامل مع المرضى العقليين على إنهم قد أصيبوا بقوى غيبية غير معلومة ولذلك تم تسليمهم للسحرة والمشعوذين وفى هذا الوقت كان كل ما يمكن القيام به هو تقديم نوع من العناية للمرضى أو حجزهم لكيلا يشكلوا خطرا على الآخرين وقد كان للحضارة الإسلامية إسهام بارز في مجال تصنيف الأمراض النفسية ومعالجتها أي على جانبى النظرية والممارسة فعلى هذا المستوى الأخير انتشرت أماكن علاج خاصة بالأمراض العقلية في معظم المدن الإسلامية من قرطبة إلى القاهرة ودمشق وبغداد ولم تكن فقط أماكن لحجز المرضى بل مشافي نفسية حقيقية تقوم بجوار علاجهم بالعقاقير والإجراءات الطبية الأخرى المعروفة حينذاك بتوفير أجواء من المتعة الجمالية في حدائقها وورودها وحتى الاستعانة بعزف بعض الآلات الموسيقية ومن أشهر الأطباء المسلمين الذين أسهموا في مجال الطب النفسي إلى جانب إسهاماته الطبية الأخرى فى عهد الدولة الإسلامية الطبيب والمفكر والإمام أبو بكر محمد الرازي والذى عاش فى القرن التاسع الميلادى وهو أحد أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق حيث ألف كتاب الجامع الكبير وكتاب الحاوي في الطب ليضم بهذه الكتب كل المعارف الطبية منذ أيام الإغريق وحتى العام الذى توفى فيه، وظل من أبرز المراجع الطبية فى أوروبا لمدة طويلة بعد وفاته بالإضافة إلى ذلك فقد امتدد علم الرازى إلى العلوم النفسية والطبية فتناولت مؤلفاته كيفية نشوء وتطور الاضطرابات النفسية والعقلية تبعا لسمات وجوانب معينة لدى الفرد هى الجانب النباتى والجانب الحيوانى والجانب العقلى ثم شهد الطب النفسي تطورا كبيراً لا نظير له عندما بدأ الطبيب الشهير والمفكر الكبير ابن سينا وكان أسطورة ونابغة عصره ومعجزة زمانه حيث وصف ابن سينا الأمراض النفسية وقام بتصنيفها وإثبات وجودها وقام بفصلها عن الأمور الغيبية تماما وقام بتقديم البراهين على وجود النفس وقد أقام برهانه هذا على أساس أن الإنسان هو الكائن الحى الوحيد الذى يمتلك الإدراك والأفعال الوجدانية فالإنسان يمتاز عن الحيوان بأنه يتعجب ويضحك ويبكي كما أنه من أهم خواصه الكلام واستعمال الرموز والإشارات وإدراك المعاني المجردة واستخراج المجهول من المعلوم هذه الأفعال والأحوال هي مما يختص به الإنسان وهي ليست راجعة للبدن بل هي قوة مستقلة كما قال ابن سينا وهى تخص النفس أكثر مما تخص الجسم وبذلك يكون كل من الرازى و ابن سينا هما من أوائل المنظرين للطب النفسي وعلوم النفس بشكل منهجى بعد ما سبقهم فى ذلك كل من العصور المصرية الفرعونية القديمة والعصور الإغريقية والرومانية وأيضا الفينيقية.

Comments


جميع حقوق النشر محفوظة لموقع المستشار النفسى

  • Twitter Clean
bottom of page